صالة انتظار


في الثالثة والخمسين ولم يتزوج. هو غير محظوظ على الإطلاق.
وظيفته وأخلاقه وظروفه لا بأس بها.
شرطه الوحيد لشريكته المستقبلية، أن تكون لا بأس بها.
يجلس في صالة انتظار لمقابلة الطبيب. يتأمل الأوجاع من حوله بلا اكتراث، فمعضلة عدم زواجه حتى الآن أكبر من أي وجع.
يتأمل البياض التام من حوله. الجدران، منضدة الاستقبال، مقاعد الجلوس، الأرضية والسقف والمروحة العتيقة كلها بيضاء.
تدخل "هي" الصالة بلونٍ جديد، لا بأس به. تجلس على الكرسي البلاستيكي على يساره بطريقةٍ لا بأس بها.
ذبذباتٌ ذات لونٍ وطعمٍ ورائحة، تأخذ لبه.
كاد أن يستدير تماماً نحوها، ليسألها أين كانت طيلة السنوات السابقة؟.
عدل عن رأيه في آخر ثانية.
لا ضير، فهي الآن إلى يساره.
تستطيل ابتسامةٌ على وجهه بطول أيامه الكئيبة.
يلعلع صوت المغني بأغنيةٍ رائجة. الفتيات والفتيان لا يكلون من الرقص الذي يعانق غباره السماء. الزغاريد تشق عنان فرحه الطاغي. تنتهي الأغنية لتبدأ أخرى على إيقاع العرضة.
يدخل الطبيب. يقف أمام المنتظرين معتذراً عن تأخره.
يقفز هو إلى منتصف الصالة صائحاً: أبشِر. أبشِر. أبشِر
أبشِر يا زول... أبشِر.






ود الحبشي 28 -9 -2012

تعليقات

المشاركات الشائعة