رؤى لوكريثيا السودانية * - الجزء الأول من الرؤى -

رؤى لوكريثيا السودانية *




الرؤية الأولى:

بصقت سفتها على بعد قدمين من عنقريب السنط العتيق، بينما يدها تمد لي الفنجان العشرين من قهوتها المحروقة. بنظرة خارقة حارقة لزيف الكلام بدأت حكاية رؤيتها الأولى.

شفت مطر أزرق عم البلد، من سافلها لصعيدها، الموية شالت الكبار، ما شالت الصغار، شالت التقيل، خلت الخفيف.
الناس الركبت المراكب حتلت. المطر جانا والدنيا ليل والمويه تصب لي عصر اليوم التاني. الشوارع زرّقّت، الجلود زرّقّت، البيوت زرّقّت.

اها انت قول دا خير ولا شر؟








* العنوان مستوحى من رواية رؤى لوكريثيا
للكاتب الاسباني خوسيه ماريا ميرينو

----------------------------------------------------------

الرؤية الثانية:

بلداتاً صي، تربالا رايح، ماف زولاً فتش ليه.
اشوف جاها تاجراً كبير، قلعها، زرعها عيش، العيش ما قام، قامت عميوقه.
التاجر ما قنع جاب حفاراتن كباااار.حفرن البلدات.
دفن فيها براميلا صفر وخدر وزرق، ماها متل براميل المريسه. دفنوها وفاتو.

اولاد الحلة جابو المحافير، شهرين يحفروا. طلعوا البراميل.
يديهم اتسلخوا، نصهم عموا، والما عموا، فضوا الدواء الفي البراميل في البلدات، وباعوها لبتاعين كوارو المويه ولستات المريسة.
بهايم الحلة مرضن وسقطن والنساوين سقطن جناهن، والرجال لزموا البيوت.
الحيكومة قالت لهم دا ابتلاء، والصبر عاقبتو خير..

اها انت قول دا خير ولا شر؟

----------------------------------------------------------------------------

الرؤية الثالثة:

واقفه في قيفة البحر، والبحر دم. لا شجرة ولا طيره فيهو.
دنقرت لقيت الدم داخل للبحر من الشوارع. الناس الماشين في الشارع ما مجرحين. ما عرفت الدم جايي من وين.
بس في وقفتي ديك جا حوت طاير في السماء.
والحوت بجدع في قشرو مالي بيه السماء. القشر سكاكين.
بس السكاكين نزلت في محل بعيد. بعيد شديد.
انا ما شفت القشر نزل وين. بس الدم الدافق في البحر. عرفت انو الماتو كتار.

اها انت قول دا خير ولا شر؟

 

تعليقات

المشاركات الشائعة